الإشارات الأولى
في السنوات المبكرة لطفولتها، لاحت إشارات الوعي عند أناندا إيزابيلا من خلال رؤى، إلهامات وأحاسيس قوية، واضحة وعفوية عن وجود حقيقة جوهرية عظيمة جداً، أبعد وأعمق من العالم الظاهري، شعرَت نحوها بشوق عظيم، حب وشغف لالتماسها. لم تتمكن أناندا حينها من التعبير عن ذلك بلغتها الطفولية، ولا حتى عن دهشتها من حال الأفراد من حولها في بُعدهم ونقص ثقتهم في تيّار الحياة الذي يسري بتلقائية ووفرة.
رغم انشغالها بإيقاع حياتها في السنوات اللاحقة، استمرت تجارب وصور تلك الإدراكات البريئة، حيّة وجليّة في وجدان وروح أناندا، ولا تزال تشكّل القاعدة والأساس، وأحياناً المرجع الموثوق والحاضر دائماً في مشوارها اللامنتهي من التمدّد في هذا الوعي الوجودي.