Ananda Izabella
Ananda Izabella

الإشارات الأولى

في السنوات المبكرة لطفولتها، لاحت إشارات الوعي عند أناندا إيزابيلا من خلال رؤى، إلهامات وأحاسيس قوية، واضحة وعفوية عن وجود حقيقة جوهرية عظيمة جداً، أبعد وأعمق من العالم الظاهري، شعرَت نحوها بشوق عظيم، حب وشغف لالتماسها. لم تتمكن أناندا حينها من التعبير عن ذلك بلغتها الطفولية، ولا حتى عن دهشتها من حال الأفراد من حولها في بُعدهم ونقص ثقتهم في تيّار الحياة الذي يسري بتلقائية ووفرة.

رغم انشغالها بإيقاع حياتها في السنوات اللاحقة، استمرت تجارب وصور تلك الإدراكات البريئة، حيّة وجليّة في وجدان وروح أناندا، ولا تزال تشكّل القاعدة والأساس، وأحياناً المرجع الموثوق والحاضر دائماً في مشوارها اللامنتهي من التمدّد في هذا الوعي الوجودي.

المحطات

كانت المحطة الأولى في فترة ما بعد الطفولة، فقدانها لوالدها في الثالثة عشر من عمرها، حيث شعرت بقوة حينذاك بانتقال جزءٍ منها لبعدٍ آخر غير مرئي تتواجد فيه تلك الأرواح التي غادرت أجسادها، وبأن ما يشغل بال الإنسان ويثير هواجسه ليس إلّا قشرة رقيقة جداً في أبعاد الوجود.

لاحقاً، وفي إطار اندماجها في متابعة الدراسة ومن ثم العمل، وتجربتها بالزواج ثم الانفصال، كانت المحطة الثانية التي مثّلت بالنسبة لأناندا نقلة بعيدة في غوصها بتلك الروح، وذلك بعد فقدانها لطفلها الذي لم يتجاوز عمره 18 شهراً، حيث وجدت نفسها تُبحر في البحث في عالم الأديان بعطش شديد وبارتباط قوي جداً، في حال من العشق الإلهي.

وكما سافرت في روحها لأبعاد غير مرئية في فقدها لوالدها، كان سفرها أشدّ بعداً في فقدها لولدها. تعمّقت أناندا في الأسئلة الوجودية وانغمست أكثر في البحث والتفكّر، وبدأت تنفتح على رؤى حقيقية استمرت لسنوات، كانت تُريها أحداثاً جرَت بالفعل على أرض الواقع، من ضمنها على سبيل المثال، التفاصيل الدقيقة لمجريات حرب سوريا، وبعدها جائحة كورونا وأحداثاً أخرى على المستوى الشخصي، وكذلك رؤىً واضحة عبّرت عن تخبّطات قيامة الوعي الجماعية والفردية.

Ananda Izabella

"السبع العجاف"

وبناءً على طلبها الداخلي ودعوة روحها للاختلاء بالذات والتفرّغ لها حباً بالحقيقة، ظهر الجواب بأن قادتها نفسها إلى خلوة في أحد البلاد الاسكندنافية، السويد. أبحرت هناك في عمق الذات الذي يمثّل الوعي الكوني، وعمق النفس الإنسانية، طبيعتها الأصلية وجوهرها الحقيقي. استمر هذا الإبحار لفترة سبع سنوات متواصلة وصفتها بـ"السنوات العجاف"، لما فيها من وحدة ومواجهة ذاتية قوية مع مخزونات تلك النفس.

هناك، بدأ مسار جديد ومختلف تماماً يُرسم في حياة أناندا، ولّد اكتشافات مذهلة نتيجة بحث دؤوب وأسئلة عميقة، وشغف لإدراك تلك الحقيقة التي همست لها في طفولتها، فتوجّهت لها قلباً وقالباً.


الخلوة والفرادة

في تلك الخلوة، توصّلت أناندا إلى أن مواجهة محتويات النفس وتسليمها هما مفتاح الخلاص، والباب نحو محيط الإدراك واليقظة، إدراك الحقيقة الواحدة للوجود.
وهكذا، في رحلة تعدّ الأصعب والأكثر جرأة في مسيرتها، فردت أناندا تفاصيل ذاكرتها وأضاءت على الندوب المنسية وعالجت خبايا المشاعر والبرامج والمعتقدات. كما وجدت أن علاج نفس هو علاج الأنفس، لأن النفس واحدة.

وتجاوزاً للقراءات والمعارف الأكاديمية والنظريات الفكرية، طوّرت أناندا بالخبرة والممارسة والتجربة الذاتية، خبرتها الروحية وأسلوبها المتفرّد والمباشر الذي يجمع الحكمة والبساطة، الرحمة والفاعلية في التعرّف على مكنونات النفس وفهمها، وكذلك آلية تحريرها بكل سلام، بوعي وبشكل مباشر، مكرّسة هذه التجارب الذاتية وخلاصتها لمساعدة من يطلب ويسأل.


البعث من الرماد

من هنا، ومن عملية إعادة البعث واليقظة الذاتية التي استمرت لسنوات، انتقلت أناندا من السويد إلى الامارات العربية المتحدة لتبدأ رحلة أخرى جديدة، قامت خلالها بنقل حصيلة تجربتها الطويلة بصدق وشفافية لمن يحتاجها من الراغبين والتوّاقين للخلاص، للمتخلّين والباحثين عن السلام الداخلي والراحة الحقيقية.


تسلسلت محطات أناندا بشكل تلقائي لتجد نفسها تتعامل مع دورها ومهمتها في الأرض بنشر الوعي الروحي (خلاصة تجاربها) بكل حب وشغف، خصوصاً في مرحلة تسارع زمنها وأحداثها، وتزايدت وتيرة الاضطرابات على أغلب نواحي الحياة البشرية.

ورغم تمرّسها بالعلاج الطاقي، إلّا أن فرادة الأسلوب الذي طورته أناندا ينبع من إدراك راسخ بأن الشفاء العميق للنفس الإنسانية، لا يتم بصورة جذرية وحقيقية إلّا بعد الكشف عن جذر المشاعر والرسائل، بالإضافة إلى الدروس التي على الإنسان تعلّمها، والتي تُظهر نفسها من خلال أحداث حياته والمواقف المتكررة والأزمات التي يشهدها. وبفهمه المتواصل لتلك الدروس، يتحقق اتساع إدراك الإنسان وتطور وعيه ونظرته نحو تلك الحقيقة، التي هي اليوم محطّ بحث واهتمام عند معظم الناس.


تباشر أناندا بتوجيه الوعي وإرشاده نحو الخلاص والتحرّر الحقيقي، وكذلك نحو الحلّ الجذري للحالات النفسية والجسدية والمادية، لتضع الرؤية في أنه مع كل مشكلة حلّ، ومع كل سؤال جواب، ومع كل مرض علاج، وكيفية استقبال ذلك وفقاً لجهوزية واستعداد كل حالة.


ويقصد الأفراد أناندا من مختلف الدول والخلفيات الاجتماعية والثقافية، لترشدهم إلى دروب اليقظة واكتشاف حقيقتهم الأبدية وسبل التواصل الشفاف مع الذات، عبر الانتباه للصوت الداخلي ومراقبة حركة الفكر، وأساليب العقل. كما لتعلّمهم كيفية مواجهة الصدمات والمشاعر غير المرغوبة بهدف التحرر من المعاناة والقلق والمرض وقيد الأحكام، وصولاً إلى التماس الحب اللامشروط الساكن في قلوبهم منذ الأزل، وعيش السعادة الحقيقية المتأصّلة في الذات، وهذا هو الخلاص الحقيقي الأبدي.

المشاركة على